الكبيرة الثانية و الستون : نقص الكيل و الزراع و ما أشبه ذلك
صفحة 1 من اصل 1
الكبيرة الثانية و الستون : نقص الكيل و الزراع و ما أشبه ذلك
الكبيرة الثانية و الستون : نقص الكيل و الزراع و ما أشبه ذلك قال الله تعالى : { ويل للمطففين } يعني الذين ينقصون الناس و يبخسون حقوقهم بالكيل و الوزن قوله : { الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون } يعني يستوفون حقوقهم منها قال الزجاج : المعنى إذا اكتالوا من الناس استوفوا عليهم و كذلك إذا اتزنوا و لم يذكر إذا اتزنوا لأن الكيل و الوزن بهما الشراء و البيع فيما يكال و يوزن فأحدهما يدل على الآخر { و إذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون } أي ينقصون في الكيل و الوزن و قال السدي : لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة و بها رجل يقال له أبو جهينة له مكيالان يكيل بأحدهما و يكتال بالآخر فأنزل الله هذه الآية و [ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خمس بخمس قالوا يا رسول الله و ما خمس بخمس ؟ قال : ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم و ما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر و ما ظهرت فيهم الفاحشة إلا أنزل الله بهم الطاعون ـ يعني كثرة الموت ـ و لا طففوا الكيل إلا منعوا النبات و أخذوا بالسنين و لا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم المطر ] { ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون } قال الزجاج : المعنى لو ظنوا أنهم مبعوثون ما ما نقصوا في الكيل و الوزن { ليوم عظيم } أي يوم القيامة { يوم يقوم الناس } من قبورهم { لرب العالمين } أي لأمره و لجزائه و حسابه و هم يقومون بين يديه لفصل القضاء و عن مالك بن دينار قال دخل علي جار لي و قد نزل به الموت و هو يقول : جبلين من نار جبلين من نار قال قلت : ما تقول ؟ قال يا أبا يحيى كان لي مكيالان كنت أكيل بأحدهما و أكتال بالآخر و قال مالك بن دينار : فقمت فجعلت أضرب أحدهما بالآخر فقال يا أبا يحيى كلما ضربت أحدهما بالآخر ازداد الأمر عظما و شدة فمات في مرضه و المطفف : هو الذي ينقص الكيل و الوزن مطففا لأنه لا يكاد يسرق إلا الشيء الطفيف و ذلك ضرب من السرقة و الخيانة و أكل الحرام ثم وعد الله من فعل ذلك بويل و هو شدة العذاب و قيل واد في جهنم لو سيرت فيه جبال الدنيا لذابت من شدة حره و قال بعض السلف : أشهد على كل كيال أو وزان بالنار لأنه لا يكاد يسلم إلا من عصم الله و قال بعضهم : دخلت على مريض و قد نزل به الموت فجعلت ألقنه الشهادة و لسانه لا ينطق بها ؟ فلما أفاق قلت له : يا أخي ما لي ألقنك الشهادة و لسانك لا ينطق بها ؟ قال يا أخي لسان الميزان على لساني يمنعني من النطق بها فقلت له : بالله أكنت تزن ناقصا ؟ قال : لا و الله و لكن ما كنت أقف مدة لأختبر صحة ميزاني فهذا حال من لا يعتبر صحة ميزانه فكيف حال من يزن ناقصا ؟ ! و قال نافع : كان ابن عمر يمر بالبائع فيقول : اتق الله و أوف الكيل و الوزن فإن المطففين يوقفون حتى أن العرق ليلجمهم إلى أنصاف آذانهم و كذا التاجر إذا شد يده في الذراع وقت البيع و أرخى وقت الشراء و كان بعض السلف يقول : ويل لمن يبيع بحبة يعطيها ناقصة جنة عرضها السماوات و الأرض و ويح لمن يشتري الويل بحبة يأخذها زائدة فنسأل الله العفو و العافية من كل بلاء و محنة إنه جواد كريم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى