باقى؟الكبيرة التاسعة و الأربعون
صفحة 1 من اصل 1
باقى؟الكبيرة التاسعة و الأربعون
يسلي المصاب فلذلك أمر الشارع بالصبر عند الصدمة الأولى و بلغ الشافعي رضي الله عنه أن عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله مات له ابن فجزع عليه عبد الرحمن جزعا شديدا فبعث إليه الشافعي رحمه الله يقول : يا أخي عز نفسك بما تعزي به غيرك و استقبح من فعلك ما تستقبحه من فعل غيرك و اعلم أن أمضى المصائب فقد سرور و حرمان أجر فكيف إذا اجتمعا مع اكتساب وزر ؟ فتناول حظك يا أخي إذا قرب منك قبل أن تطلبه و قد نأى عنك ألهمك الله عند المصائب صبرا و احرز لنا و لك بالصبر أجرا و كتب إليه يقول :
( إني معزيك لا أني على ثقة ... من الحياة و لكن سنة الدين )
( فما المعزي بباق بعد ميته ... و لا المعزى و لو عاش إلى حين )
و كتب رجل إلى بعض إخوانه يعزيه بابنه : أما بعد فإن الولد على والده ما عاش حزن و فتنه فإذا قدمه فصلاة و رحمة فلا تحزن على ما فاتك من حزنه و فتنته و لا تضيع ما عوضك الله تعالى من صلاته و رحمته و قال موسى بن المهدي لإبراهيم بن سلمة و عزاه بابنه : أسرك و هو بلية و فتنة و أحزنك و هو صلاة و رحمة ؟
و عزى رجل رجلا فقال : إن من كان لك في الآخرة أجرا خير ممن كان في الدنيا سرورا و فرحا
و عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه دفن ابنا له ثم ضحك عند القبر فقيل له : أتضحك عند القبر ؟ فقال : أردت أن أرغم الشيطان و عن ابن جريج رحمه الله قال : من لم يتعرض مصيبته بالأجر و الإحتساب سلا كما تسلو البهائم و عن حميد الأعرج قال : رأيت سعيد بن جبير رحمه الله يقول في ابنه و نظر إليه : إني أعلم خير خلة فيك قيل و ما هي ؟ قال : بموت فاحتسبه
و عن الحسن البصري رحمه الله : إن رجلا حزن على ولد له و شكا ذلك إليه فقال الحسن كان ابنك يغيب عنك ؟ قال : نعم كان غيبته أكثر من حضوره قال : فاتركه غائبا فإنه لم يغب عنك غيبة إلا لك فيها أجر أعظم من هذه فقال : يا أبا سعيد هونت علي وجدي على ابني
و دخل عمر بن عبد العزيز على ابنه في وجعه فقال : يا بني كيف تجدك ؟ ؟ قال : أجدني في الحق قال : يا بني لأن تكون في ميزاني أحب إلي من أن أكون في ميزانك قال : يا أبت لأن يكون ما تحب أحب إلي من أن يكون ما أحب
و مات ابن الإمام الشافعي فأنشد يقول :
( و ما الدهر إلا هكذا فاصطبر له ... رزيه مال أو فراق حبيب )
و وقعت في رجل عروة الآكلة فقطعها من الساق و لم يمسكه أحد و هو شيخ كبير و لم يدع ورده تلك الليلة إلا إنه قال : لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا و تمثل بهذه الأبيات :
( لعمري ما أهويت كفي لريبة ... و لا نقلتني نحو فاحشة رجلي )
( و لا قادني سمعي و لا بصري لها ... و لا دلني رأيي عليها و لا عقلي )
( و أعلم أني لم تصبني مصيبة ... من الدهر إلا قد أصابت فتى قبلي )
و قال رضي الله عنه : اللهم إن كنت ابتليت فقد عافيت و إن كنت أخذت فقد أبقيت أخذت عضوا و أبقيت أعضاء و أخذت إبنا و أبقيت أبناء
و قدم على الوليد في تلك الليلة رجل أعمى من بني عبس فسأله عن عينيه فقال : بت ليلة في بطن واد و لم أعلم في الأرض عبسيا ماله على مالي فطرقنا سيل فذهب ما كان لي من مال و أهل و ولد غير بعير و صبي و كان البعير صعبا فند ـ أي شرد ـ فاتبعته فما جاوزت الصبي إلا بيسير حتى سمعت صوته فرجعت فإذا رأس الصبي في بطنه فقتله ثم اتبعت البعير لأخذه فنفحني برجله فأصاب وجهي فحطمه و أذهب عيني فأصبحت لا أهل لي و لا مال و لا ولد و لا بعير فقال الوليد : انطلقوا به إلى عروة ليعلم أن في الأرض من هو أشد منه بلاء
و ذكر أن عثمان رضي الله عنه لما ضرب جعل يقول و الدماء تسيل على لحيته : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين اللهم إني أستعين بك عليهم و استعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على ما ابتليتني
و قال المدائني : رأيت بالبادية امرأة لم أرى جلدا أنضر منها و لا أحسن وجها منها فقلت : تالله إن فعل هذا بك الاعتدال و السرور فقالت : كلا و الله إني لبدع أحزان و خلف هموم و سأخبرك : كان لي زوج و كان لي منه إبنان فذبح أبوهما شاة في يوم الأضحى و الصبيان يلعبان فقال الأكبر للأصغر : أتريد أن أريك كيف ذبح أبي الشاة قال : نعم فذبحه فلما نظر إلى الدم جزع ففزع نحو الجبل فأكله الذئب فخرج أبوه في طلبه فتاه أبوه فمات عطشا فأفردني الدهر فقلت لها و كيف أنت و الصبر ؟ فقالت : لو دام لي لدمت له و لكنه كان جرحا فاندمل
و [ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من كان له فرطان من أمتي دخل الجنة يعني ولدين
قالت عائشة رضي الله عنها : بأبي أنت و أمي فمن كان له فرط ؟ قال صلى الله عليه و سلم : و من كان له فرط يا موفقة فمن لم يكن له فرط من أمتك ؟ قال أنا فرط أمتي لم يصابوا بمثلي ]
و [ عن عبيدة رضي الله عنه عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من قدم ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث كانوا له حصنا من النار فقال أبو الدرداء : قدمت اثنين قال : و اثنين : قال أبي كعب سيد القراء قدمت واحدا قال صلى الله عليه و سلم : و واحدا و لكن ذلك في أول صدمة ] و عن وكيع قال : كان لإبراهيم الحربي ابن و كان له عشرة سنة قد حفظ القرآن و تفقه من الفقه و الحديث شيئا كثيرا فمات فجئت أعزيه قال لي : كنت أشتهي موت ابني هذا قلت يا أبا اسحاق أنت عالم الدنيا تقول مثل هذا ؟ قد أنجب و حفظ القرآن و تفقه الفقه و الحديث قال : نعم رأيت في المنام كأن القيامة قد قامت و كأن صبيانا في أيديهم قلال ماء يستقبلون الناس يسقونهم و كان اليوم يوم حار شديد حره قال فقلت لأحدهم : اسقني من هذا الماء قال : فنظر إلي و قال لي : ليس أنت أبي : فقلت و من أنتم ؟ نحن الصبيان الذين متنا في الإسلام و خلفنا آباءنا نستقبلهم فنسقيهم الماء قال : فلهذا تمنيت موته
و روى مسلم عن أبي حسان قال : قلت لأبي هريرة رضي الله عنه حدثنا بحديث تطيب به أنفسنا عن موتانا قال : نعم صغارهم دعاميص الجنة يتلقى أحدهم أباه أو قال أبويه فيأخذ بثوبه أو قال بيده فلا ينتهي حتى يدخل الجنة
و عن مالك بن دينار رحمه الله تعالى قال : كنت في أول أمري مكبا على اللهو و شرب الخمر فاشتريت جارية و تسريت بها و ولدت لي بنتا فأحببتها حبا شديدا إلى أن دبت و مشت فكنت إذا جلست لشرب الخمر جاءت و جذبتني عليه فأهرقته بين يدي فلما بلغت من العمر سنتين ماتت فاكمدني حزنها قال : فلما كان ليلة النصف من شعبان بت و أنا ثمل من الخمر فرأيت في النوم كأن القيامة قد قامت و خرجت من قبري و إذا بتنين قد تبعني يريد أكلي ـ و التنين الحية العظيمة ـ قال : فهربت منه فتبعني و صار كلما أسرعت يهرع خلفي و أنا خائف منه فمررت في طريقي على شيخ نقي الثياب ضعيف فقلت يا شيخ بالله أجرني من هذا التنين الذي يريد أكلي و إهلاكي فقال : يا ولدي أنا شيخ كبير و هذا أقوى مني و لا طاقة لي به و لكن مر و أسرع فلعل الله أن ينجيك منه قال : فأسرعت في الهرب و هو ورائي فأشرفت على طبقات النار و هي تفور فكدت أن أهوي فيها و إذا قائل يقول : لست من أهلي فرجعت هاربا و التنين في أثري فأشرفت على جبل مستنير و فيه طاقات و عليها أبواب و ستور و إذا بقائل يقول : أدركوا هذا البائس قبل أن يدركه عدوه فتحت الأبواب و رفعت الستور و أشرقت علي منها أطفال بوجوه كالأقمار و إذا ابنتي معهم فلما رأتني نزلت إلى كفة من نور و ضربت بيدها اليمنى إلى التنين فولى هاربا و جلست في حجري وقالت يا أبت : { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق } فقلت : يا بنية و أنتم تعرفون القرآن ؟ قالت : نحن أعرف به منكم قلت : يا بنية ما تصنعون ههنا ؟ قالت : نحن من مات من أطفال المسلمين أسكنا ههنا إلى يوم القيامة ننتظركم تقدمون علينا فقلت : يا بنية ما هذا التنين الذي يطاردني و يريد إهلاكي ؟ قالت : يا أبت ذلك عملك السوء قويته فأراد إهلاكك فقلت : و من ذلك الشيخ الضعيف الذي رأيته ؟ قالت : ذلك عملك الصالح أضعفته حتى لم يكن له طاقة بعملك السوء فتب إلى الله و لا تكن من الهالكين قال ثم ارتفعت عني و استيقظت فتبت إلى الله من ساعتي
فانظر رحمك الله إلى بركة الذرية إذا ماتوا صغارا ذكورا كانوا أو إناثا و إنما يحصل للوالدين النفع بهما في الآخرة إذا صبروا و احتسبوا و قالوا : الحمد لله إنا لله و إنا إليه راجعون فيحصل لهم ما وعد الله تعالى بقوله : { الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله } أي نحن و أموالنا يصنع بنا ما يشاء { و إنا إليه راجعون } إقرار بالهلاك و الفناء
و [ عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما أصاب عبدا مصيبة إلا بإحدى خلتين إما بذنب لم يكن الله ليغفر له إلا بتلك المصيبة أو بدرجة لم يكن الله يبلغه إياها إلا بتلك المصيبة ]
و قال سعيد بن جبير : لقد أعطيت هذه الأمة عند المصيبة ما لم تعط الأنبياء قبلهم { إنا لله و إنا إليه راجعون } و لو أعطيته الأنبياء عليهم السلام لأعطيه يعقوب عليه السلام إذ يقول : يا أسفي على يوسف
و [ عن أم سلمة رضي الله عنهما قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من قال عند المصيبة { إنا لله و إنا إليه راجعون } اللهم أجرني في مصيبتي و اخلف لي خيرا منها إلا آجره الله و أخلف له خيرا منها قالت فلما توفي أبو سلمة قالت : من خير من أبي سلمة ؟ ثم قلتها فأخلفني الله رسول الله صلى الله عليه و سلم ] رواه مسلم
و عن الشعبي أن شريحا قال : إني لأصاب المصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات : أحمده إذا لم يكن أعظم منها و أحمده إذ رزقني الصبر عليها و أحمده إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب و أحمده إذ لم يجعلها في ديني و قوله { أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة } الصلوات من الله الرحمة و المغفرة { و أولئك هم المهتدون } يريد الذين اهتدوا للترجيع و قيل إلى الجنة و الثواب
و عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : نعم العدلان و نعم العلاوة { أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة } نعم العدلان { و أولئك هم المهتدون } نعم العلاوة
و أما إذا سخط صاحب المصيبة و دعا بالويل و الثبور أو لطم خدا أو شق جيبا أو نشر شعرا أو حلقة أو قطعة أو نتفه فله السخط من الله تعالى و عليه اللعنة رجلا كان أو امرأة
و قد روي أيضا أن الضرب على الفخذ عند المصيبة يحبط الأجر و قد روي أن من أصابته مصيبة فخرق عليها ثوبا أو لطم خدا أو شق جيبا أو نتف شعرا فكأنما رمحا يريد أن يحارب ربه و قد تقدم أن الله عز و جل لا يعذب ببكاء العين و لا بحزن القلب و لكن يعذب بهذا ـ يعني ما يقول صاحب المصيبة بلسانه يعني من الندب و النياحة ـ و قد تقدم أن الميت يعذب في قبره بما نيح عليه إذا قالت النائحة : و اعضداه وا ناصراه و اكاسياه جبذ الميت و قيل له أنت عضدها ؟ أنت ناصرها ؟ أنت كاسها ؟ فالنواح حرام لأنه مهيج للحزن و دافع عن الصبر و فيه مخالفة التسليم للقضاء و الإذعان لأمر الله تعالى حكاية : قال صالح المري : كنت ذات ليلة جمعة بين المقابر فنمت وإذا بالقبور قد شققت و خرج الأموات منها و جلسوا حلقا حلقا و نزلت عليهم أطباق مغطية و إذا فيهم شاب يعذب بأنواع العذاب من بينهم قال : فتقدمت إليه و قلت يا شاب ما شأنك من بين هؤلاء القوم ؟ فقال : يا صالح بالله عليك بلغ ما آمرك به و أد الأمانة و ارحم غربتي لعل الله عز و جل أن يجعل لي على يديك مخرجا : إني لما مت و لي والدة جمعت النوادب و النوائح يندبن علي و ينحن كل يوم فأنا معذب بذلك النار عن يميني و عن شمالي و خلفي و أمامي لسوء مقال أمي فلا جزاها الله عني خيرا ثم بكي حتى بكيت لبكائه ثم قال : يا صالح بالله عليك اذهب إليها فهي في المكان الفلاني و علم لي المكان و قل لها لم تعذبي ولدك يا أماه ربيتني و من الأسواء وقيتني فلما مت في العذاب رميتني
يا أماه لو رأيتني : الأغلال في عنقي و القيد في قدمي و ملائكة العذاب تضربني و تنهرني فلو رأيت سوء حالي لرحمتني و إن لم تتركي ما أنت عليه من الندب و النياحة الله بيني و بينك يوم تشقق سماء عن سماء و يبرز الخلائق لفصل القضاء قال صالح : فاستيقظت فزعا و مكثت في مكاني قلقا إلى الفجر فلما أصبحت دخلت البلد و لم يكن لي هم إلا الدار التي لأم الصبي الشاب فاستدللت عليها فأتيتها فإذا بالباب مسود و صوت النوادب و النوائح خارج من الدار فطرقت الباب فخرجت إلي عجوز فقالت ما تريد يا هذا ؟ فقلت : أريد أم الشاب الذي مات فقالت : ما تصنع بها هي مشغولة بحزنها فقلت : أرسليها إلي معي رسالة من ولدها فدخلت فأخبرتها فخرجت أم و عليها ثياب سود و وجهها قد اسود من كثرة البكاء و اللطم فقالت لي : من أنت ؟ قلت : أنا صالح المري جرى لي البارحة في المقابر مع ولدك كذا و كذا رأيته في العذاب و هو يقول : يا أمي ربيتني و من الأسواء وقيتيني فلما مت في العذاب رميتيني و إن لم تتركي ما أنت عليه الله بيني و بينك يوم تشقق سماء عن سماء فلما سمعت ذلك غشي عليها و سقطت إلى الأرض فلما أفاقت بكت بكاء شديدا و قالت : يا ولدي يعز علي و لو علمت ذلك بحالك ما فعلت و أنا تائبة إلى الله تعالى من ذلك ثم دخلت و صرفت النوائح و لبست غير تلك الثياب و أخرجت إلي كيسا فيه دراهم كثيرة و قالت : يا صالح تصدق بهذه عن ولدي قال صالح : فودعتها و دعوت لها و انصرفت و تصدقت عن ولدها بتلك الدراهم فلما كان ليلة الجمعة الأخرى أتيت المقابر على عادتي فنمت فرأيت أهل القبور قد خرجوا من قبورهم و جلسوا على عادتهم و أتتهم الأطباق و إذ ذاك الشاب ضاحك فرح مسرور فجاءه أيضا طبق فأخذه فلما رآني جاء إلي فقال : يا صالح جزاك الله عني خيرا خفف الله عني العذاب و ذلك بترك أمي ما كانت تفعل و جاءني ما تصدقت به عني قال صالح : فقلت و ما هذه الأطباق ؟ فقال : هذه هدايا الأحياء لأمواتهم من الصدقة و القراءة و الدعاء ينزل عليهم كل ليلة جمعة يقال له هذه هدية فلان إليك فارجع إلى أمي و أقرئها مني السلام و قل لها جزاها الله عني خيرا قد وصل إلي ما تصدقت به عني و أنت عندي عن قريب فاستعدي
قال صالح : ثم استيقظت و أتيت بعد أيام إلى دار أم الشاب و إذا بنعش موضوع على الباب فقلت لمن هذا ؟ فقالوا : لأم الشاب فحضرت الصلاة عليها و دفنت إلى جانب ولدها بتلك المقبرة فدعوت لهما و انصرفت
فنسأل الله أن يتوفانا مسلمين و يلحقنا بالصالحين و يعصمنا من النار إنه
جواد كريم رؤوف رحيم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى