منشورات فدائية على جدران اسرائيل
2 مشترك
مصريين :: الثقافه :: منتدى الادب والشعر
صفحة 1 من اصل 1
منشورات فدائية على جدران اسرائيل
منشورات فدائية على جدران إسرائيل
لن تجعلوا من شعبنا
شعبَ هنودٍ حُمرْ..
فنحنُ باقو َ ن هنا..
في هذه الأرضِ التي تلبسُ في معصمها
إسوارًة من زهرْ
فهذهِ بلادُنا..
فيها وُجدنا من ُ ذ فجرِ العُمرْ
فيها لعبنا، وعشقنا، وكتبنا الشعرْ
مشرِّشو َ ن نحنُ في خُلجاﻧﻬا
مث َ ل حشيشِ البحرْ..
مشرِّشو َ ن نحنُ في تاريخها
في خُبزها المرقوقِ، في زيتونِها
في قمحِها اُلمصفرّْ
مشرِّشو َ ن نحنُ في وجدانِها
باقو َ ن في آذارها
باقو َ ن في نيسانِها
باقو َ ن كالحفرِ على صُلبانِها
ياقو َ ن في نبيّها الكريمِ، في ُقرآﻧﻬا..
وفي الوصايا العشرْ..
٢
لا تسكروا بالنصرْ…
إذا قتلتُم خالدًا.. فسوفَ يأتي عمرْو
وإن سحقتُم وردًة..
فسوفَ يبقى العِطرْ
٣
لأنَّ موسى ُق ّ طعتْ يداهْ..
ولم يعُدْ يتقنُ فنَّ السحرْ..
لأنَّ موسى ُ كسرتْ عصاهْ
ولم يعُدْ بوسعهِ شقَّ مياهِ البحرْ
لأنكمْ لستمْ كأمريكا.. ولسنا كالهنودِ الحمرْ
فسوفَ ﺗﻬلكو َ ن عن آخركمْ
فوقَ صحاري مصرْ…
٤
المسجدُ الأقصى شهيدٌ جديدْ
نُضيفهُ إلى الحسابِ العتيقْ
وليستِ النارُ، وليسَ الحريقْ
سوى قناديلٍ تضيءُ الطريقْ
٥
من قصبِ الغاباتْ
نخرجُ كالجنِّ لكمْ.. من قصبِ الغاباتْ
من رُزمِ البريدِ، من مقاعدِ الباصاتْ
من عُلبِ الدخانِ، من صفائحِ البترينِ، من شواهدِ الأمواتْ
من الطباشيرِ، من الألواحِ، من ضفائرِ البناتْ
من خشبِ الصُّلبانِ، ومن أوعيةِ البخّورِ، من أغطيةِ الصلاْة
من ورقِ المصحفِ نأتيكمْ
من السطورِ والآياتْ…
فنحنُ مبثوثو َ ن في الريحِ، وفي الماءِ، وفي النباتْ
ونحنُ معجونو َ ن بالألوانِ والأصواتْ..
لن تُفلتوا.. لن تُفلتوا..
فكلُّ بيتٍ فيهِ بندقيهْ
من ضّفةِ النيلِ إلى الفراتْ
٦
لن تستريحوا معنا..
كلُّ قتيلٍ عندنا
يموتُ آلافًا من المراتْ…
٧
إنتبهوا.. إنتبهوا…
أعمدُة النورِ لها أظافرْ
وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ
والموتُ في انتظاركم في كلِّ وجهٍ عابرٍ…
أو لفتةٍ.. أو خصرْ
الموتُ مخبوءٌ لكم.. في مشطِ كلِّ امرأةٍ..
وخصلةٍ من شعرْ..
٨
يا آ َ ل إسرائي َ ل.. لا يأخ ْ ذكم الغرورْ
عقاربُ الساعاتِ إن توّقفتْ، لا بدَّ أن تدورْ..
إنَّ اغتصابَ الأرضِ لا يُخيفنا
فالريشُ قد يسق ُ ط عن أجنحةِ النسورْ
والعطشُ الطوي ُ ل لا يخيفنا
فالماءُ يبقى دائمًا في باطنِ الصخورْ
هزمتمُ الجيوشَ.. إلا أنكم لم ﺗﻬزموا الشعورْ
قطعتم الأشجارَ من رؤوسها.. وظّلتِ الجذورْ
٩
ننصحُكم أن تقرأوا ما جاءَ في الزّبورْ
ننصحُكم أن تحملوا توراتَكم
وتتبعوا نبيَّكم للطورْ..
فما لكم خبزٌ هنا.. ولا لكم حضورْ
من بابِ كلِّ جامعٍ..
من خلفِ كلِّ منبرٍ مكسورْ
سيخرجُ الحجّاجُ ذاتَ ليلةٍ.. ويخرجُ المنصورْ
١٠
إنتظرونا دائمًا..
في كلِّ ما لا يُنت َ ظرْ
فنحنُ في كلِّ المطاراتِ، وفي كلِّ بطاقاتِ السفرْ
نطلعُ في روما، وفي زوريخَ، من تحتِ الحجرْ
نطلعُ من خلفِ التماثيلِ وأحواضِ الزَّهرْ..
رجاُلنا يأتو َ ن دو َ ن موعدٍ
في غضبِ الرعدِ، وزخاتِ المطرْ
يأتو َ ن في عباءةِ الرسولِ، أو سيفِ عُمرْ..
نساؤنا.. يرسمنَ أحزا َ ن فلسطينَ على دمعِ الشجرْ
يقبر َ ن أطفا َ ل فلسطينَ، بوجدانِ البشرْ
يحملنَ أحجارَ فلسطينَ إلى أرضِ القمرْ..
١١
لقد سرقتمْ وطنًا..
فصّفقَ العاُلم للمغامرهْ
صادرتُمُ الألوفَ من بيوتنا
وبعتمُ الألوفَ من أطفالنا
فصّفقَ العاُلم للسماسرهْ..
سرقتُمُ الزيتَ من الكنائسِ
سرقتمُ المسيحَ من بيتهِ في الناصرهْ
فصّفقَ العاُلم للمغامرهْ
وتنصبو َ ن مأتمًا..
إذا خطفنا طائرهْ
١٢
تذكروا.. تذكروا دائمًا
بأنَّ أمريكا – على شأﻧﻬا –
ليستْ هيَ اللهَ العزيزَ القديرْ
وأن أمريكا – على بأسها –
لن تمنعَ الطيورَ أن تطيرْ
قد تقت ُ ل الكبيرَ.. بارودةٌ
صغيرةٌ.. في يدِ طفلٍ صغيرْ
١٣
ما بيننا.. وبينكم.. لا ينتهي بعامْ
لا ينتهي بخمسةٍ.. أو عشرةٍ.. ولا بألفِ عامْ
طويلةٌ معاركُ التحريرِ كالصيامْ
ونحنُ باقو َ ن على صدوركمْ..
كالنقشِ في الرخامْ..
باقو َ ن في صوتِ المزاريبِ.. وفي أجنحةِ الحمامْ
باقو َ ن في ذاكرةِ الشمسِ، وفي دفاترِ الأيامْ
باقو َ ن في شيطنةِ الأولادِ.. في خربشةِ الأقلامْ
باقو َ ن في الخرائطِ الملوّنهْ
باقو َ ن في شعر امرئ القيس..
وفي شعر أبي ّتمامْ..
باقو َ ن في شفاهِ من نحبّهمْ
باقو َ ن في مخارجِ الكلامْ..
١٤
موعدُنا حينَ يجيءُ المغيبْ
موعدُنا القادمُ في تل أبيبْ
"نصرٌ من اللهِ وفتحٌ قريبْ"
١٥
ليسَ حزيرا ُ ن سوى يومٍ من الزما ْ ن
وأجم ُ ل الورودِ ما ينبتُ في حديقةِ الأحزا ْ ن..
١٦
للحزنِ أولادٌ سيكبرو ْ ن..
للوجعِ الطويلِ أولادٌ سيكبرو ْ ن
للأرضِ، للحاراتِ، للأبوابِ، أولادٌ سيكبرو ْ ن
وهؤلاءِ كّلهمْ..
تجمّعوا من ُ ذ ثلاثينَ سنهْ
في ُ غرفِ التحقيقِ، في مراكزِ البوليسِ، في السجو ْ ن
تجمّعوا كالدمعِ في العيو ْ ن
وهؤلاءِ كّلهم..
في أيِّ.. أيِّ لحظةٍ
من كلِّ أبوابِ فلسطينَ سيدخلو ْ ن..
١٧
..وجاءَ في كتابهِ تعالى:
بأنكم من مصرَ تخرجو ْ ن
وأنكمْ في تيهها، سوفَ تجوعو َ ن، وتعطشو ْ ن
وأنكم ستعبدو َ ن العج َ ل دو َ ن ربّكمْ
وأنكم بنعمةِ الله عليكم سوفَ تكفرو ْ ن
وفي المناشير التي يحمُلها رجاُلنا
زِدنا على ما قالهُ تعالى:
سطرينِ آخرينْ:
ومن ُ ذرى الجولانِ تخرجو ْ ن
وضّفةِ الأردنِّ تخرجو ْ ن
بقوّةِ السلاحِ تخرجو ْ ن..
١٨
سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّا ْ ل
سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّا ْ ل
ونحنُ باقو َ ن هنا، حدائقًا، وعطرَ برتقا ْ ل
باقو َ ن فيما رسمَ اللهُ على دفاترِ الجبا ْ ل
باقو َ ن في معاصرِ الزيتِ.. وفي الأنوا ْ ل
في المدِّ.. في الجزرِ.. وفي الشروقِ والزوا ْ ل
باقو َ ن في مراكبِ الصيدِ، وفي الأصدافِ، والرما ْ ل
باقو َ ن في قصائدِ الحبِّ، وفي قصائدِ النضا ْ ل
باقو َ ن في الشعرِ، وفي الأزجا ْ ل
باقو َ ن في عطرِ المناديلِ..
في (الدَّبكةِ) و (الموَّا ْ ل)..
في القصصِ الشعبيِّ، والأمثا ْ ل
باقو َ ن في الكوفيّةِ البيضاءِ، والعقا ْ ل
باقو َ ن في مروءةِ الخيلِ، وفي مروءةِ الخيَّا ْ ل
بالقو َ ن في (المهباجِ) والبُنِّ، وفي تحيةِ الرجالِ للرجا ْ ل
باقو َ ن في معاطفِ الجنودِ، في الجراحِ، في السُّعا ْ ل
باقو َ ن في سنابلِ القمحِ، وفي نسائمِ الشما ْ ل
باقو َ ن في الصليبْ..
باقو َ ن في الهلا ْ ل..
في ثورةِ الطلابِ، باقو َ ن، وفي معاولِ العمّا ْ ل
باقو َ ن في خواتمِ الخطبةِ، في أسِرَّةِ الأطفا ْ ل
باقو َ ن في الدموعْ..
باقو َ ن في الآما ْ ل
١٩
تسعو َ ن مليونًا من الأعرابِ خلفَ الأفقِ غاضبو ْ ن
با ويلكمْ من ثأرهمْ..
يومَ من القمقمِ يطلعو ْ ن..
٢٠
لأنَّ هارو َ ن الرشيدَ ماتَ من زما ْ ن
ولم يعدْ في القصرِ غلمانٌ، ولا خصيا ْ ن
لأنّنا مَن قتلناهُ، وأطعمناهُ للحيتا ْ ن
لأنَّ هارو َ ن الرشيدَ لم يعُدْ إنسا ْ ن
لأنَّهُ في تحتهِ الوثيرِ لا يعرفُ ما القدسَ.. وما بيسا ْ ن
فقد قطعنا رأسهُ، أمسُ، وعّلقناهُ في بيسا ْ ن
لأنَّ هارو َ ن الرشيدَ أرنبٌ جبا ْ ن
فقد جعلنا قصرهُ قيادَة الأركا ْ ن..
٢١
ظلَّ الفلسطينيُّ أعوامًا على الأبوابْ..
يشح ُ ذ خبزَ العدلِ من موائدِ الذئابْ
ويشتكي عذابهُ للخالقِ التوَّابْ
وعندما.. أخرجَ من إسطبلهِ حصانًا
وزيَّتَ البارودَة الملقاَة في السردابْ
أصبحَ في مقدورهِ أن يبدَأ الحسابْ..
٢٢
نحنُ الذينَ نرسمُ الخريطهْ
ونرسمُ السفوحَ والهضابْ..
نحنُ الذينَ نبدُأ المحاكمهْ
ونفرضُ الثوابَ والعقابْ..
٢٣
العربُ الذين كانوا عندكم مصدّري أحلامْ
تحوّلوا بعدَ حزيرا َ ن إلى حقلٍ من الألغامْ
وانتقلت (هانوي) من مكاﻧﻬا..
وانتقلتْ فيتنامْ..
٢٤
حدائقُ التاريخِ دومًا تزهرُ..
ففي ُ ذرى الأوراسِ قد ماجَ الشقيقُ الأحمرُ..
وفي صحاري ليبيا.. أورقَ غصنٌ أخضرُ..
والعربُ الذين قلتُم عنهمُ: تحجّروا
تغيّروا..
تغيّروا
٢٥
أنا الفلسطينيُّ بعد رحلةِ الضياعِ والسّرابْ
أطلعُ كالعشبِ من الخرابْ
أضيءُ كالبرقِ على وجوهكمْ
أهط ُ ل كالسحابْ
أطلعُ كلَّ ليلةٍ..
من فسحةِ الدارِ، ومن مقابضِ الأبوابْ
من ورقِ التوتِ، ومن شجيرةِ اللبلابْ
من بركةِ الدارِ، ومن ثرثرةِ المزرابْ
أطلعُ من صوتِ أبي..
من وجهِ أمي الطيبِ الج ّ ذابْ
أطلعُ من كلِّ العيونِ السودِ والأهدابْ
ومن شبابيكِ الحبيباتِ، ومن رسائلِ الأحبابْ
أفتحُ بابَ مترلي.
أدخلهُ. من غيرِ أن أنتظرَ الجوابْ
لأنني أنا.. السؤا ُ ل والجوابْ
٢٦
محاصرو َ ن أنتمُ بالحقدِ والكراهيهْ
فمن هنا جيشُ أبي عبيدةٍ
ومن هنا معاويهْ
سلامُكم ممزَّقٌ..
وبيتُكم مطوَّقٌ
كبيتِ أيِّ زانيهْ..
٢٧
نأتي بكوفيّاتنا البيضاءِ والسوداءْ
نرسمُ فوقَ جلدكمْ إشارَة الفداءْ
من رحمِ الأيامِ نأتي كانبثاقِ الماءْ
من خيمةِ الذُّل التي يعل ُ كها الهواءْ
من وجعِ الحسينِ نأتي.. من أسى فاطمَة الزهراءْ
من ُأحدٍ نأتي.. ومن بدرٍ.. ومن أحزانِ كربلاءْ
نأتي لكي نصحّحَ التاريخَ والأشياءْ
ونطمسَ الحروفَ..
في الشوارعِ العبريّةِ الأسماء[/center][/justify]
لن تجعلوا من شعبنا
شعبَ هنودٍ حُمرْ..
فنحنُ باقو َ ن هنا..
في هذه الأرضِ التي تلبسُ في معصمها
إسوارًة من زهرْ
فهذهِ بلادُنا..
فيها وُجدنا من ُ ذ فجرِ العُمرْ
فيها لعبنا، وعشقنا، وكتبنا الشعرْ
مشرِّشو َ ن نحنُ في خُلجاﻧﻬا
مث َ ل حشيشِ البحرْ..
مشرِّشو َ ن نحنُ في تاريخها
في خُبزها المرقوقِ، في زيتونِها
في قمحِها اُلمصفرّْ
مشرِّشو َ ن نحنُ في وجدانِها
باقو َ ن في آذارها
باقو َ ن في نيسانِها
باقو َ ن كالحفرِ على صُلبانِها
ياقو َ ن في نبيّها الكريمِ، في ُقرآﻧﻬا..
وفي الوصايا العشرْ..
٢
لا تسكروا بالنصرْ…
إذا قتلتُم خالدًا.. فسوفَ يأتي عمرْو
وإن سحقتُم وردًة..
فسوفَ يبقى العِطرْ
٣
لأنَّ موسى ُق ّ طعتْ يداهْ..
ولم يعُدْ يتقنُ فنَّ السحرْ..
لأنَّ موسى ُ كسرتْ عصاهْ
ولم يعُدْ بوسعهِ شقَّ مياهِ البحرْ
لأنكمْ لستمْ كأمريكا.. ولسنا كالهنودِ الحمرْ
فسوفَ ﺗﻬلكو َ ن عن آخركمْ
فوقَ صحاري مصرْ…
٤
المسجدُ الأقصى شهيدٌ جديدْ
نُضيفهُ إلى الحسابِ العتيقْ
وليستِ النارُ، وليسَ الحريقْ
سوى قناديلٍ تضيءُ الطريقْ
٥
من قصبِ الغاباتْ
نخرجُ كالجنِّ لكمْ.. من قصبِ الغاباتْ
من رُزمِ البريدِ، من مقاعدِ الباصاتْ
من عُلبِ الدخانِ، من صفائحِ البترينِ، من شواهدِ الأمواتْ
من الطباشيرِ، من الألواحِ، من ضفائرِ البناتْ
من خشبِ الصُّلبانِ، ومن أوعيةِ البخّورِ، من أغطيةِ الصلاْة
من ورقِ المصحفِ نأتيكمْ
من السطورِ والآياتْ…
فنحنُ مبثوثو َ ن في الريحِ، وفي الماءِ، وفي النباتْ
ونحنُ معجونو َ ن بالألوانِ والأصواتْ..
لن تُفلتوا.. لن تُفلتوا..
فكلُّ بيتٍ فيهِ بندقيهْ
من ضّفةِ النيلِ إلى الفراتْ
٦
لن تستريحوا معنا..
كلُّ قتيلٍ عندنا
يموتُ آلافًا من المراتْ…
٧
إنتبهوا.. إنتبهوا…
أعمدُة النورِ لها أظافرْ
وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ
والموتُ في انتظاركم في كلِّ وجهٍ عابرٍ…
أو لفتةٍ.. أو خصرْ
الموتُ مخبوءٌ لكم.. في مشطِ كلِّ امرأةٍ..
وخصلةٍ من شعرْ..
٨
يا آ َ ل إسرائي َ ل.. لا يأخ ْ ذكم الغرورْ
عقاربُ الساعاتِ إن توّقفتْ، لا بدَّ أن تدورْ..
إنَّ اغتصابَ الأرضِ لا يُخيفنا
فالريشُ قد يسق ُ ط عن أجنحةِ النسورْ
والعطشُ الطوي ُ ل لا يخيفنا
فالماءُ يبقى دائمًا في باطنِ الصخورْ
هزمتمُ الجيوشَ.. إلا أنكم لم ﺗﻬزموا الشعورْ
قطعتم الأشجارَ من رؤوسها.. وظّلتِ الجذورْ
٩
ننصحُكم أن تقرأوا ما جاءَ في الزّبورْ
ننصحُكم أن تحملوا توراتَكم
وتتبعوا نبيَّكم للطورْ..
فما لكم خبزٌ هنا.. ولا لكم حضورْ
من بابِ كلِّ جامعٍ..
من خلفِ كلِّ منبرٍ مكسورْ
سيخرجُ الحجّاجُ ذاتَ ليلةٍ.. ويخرجُ المنصورْ
١٠
إنتظرونا دائمًا..
في كلِّ ما لا يُنت َ ظرْ
فنحنُ في كلِّ المطاراتِ، وفي كلِّ بطاقاتِ السفرْ
نطلعُ في روما، وفي زوريخَ، من تحتِ الحجرْ
نطلعُ من خلفِ التماثيلِ وأحواضِ الزَّهرْ..
رجاُلنا يأتو َ ن دو َ ن موعدٍ
في غضبِ الرعدِ، وزخاتِ المطرْ
يأتو َ ن في عباءةِ الرسولِ، أو سيفِ عُمرْ..
نساؤنا.. يرسمنَ أحزا َ ن فلسطينَ على دمعِ الشجرْ
يقبر َ ن أطفا َ ل فلسطينَ، بوجدانِ البشرْ
يحملنَ أحجارَ فلسطينَ إلى أرضِ القمرْ..
١١
لقد سرقتمْ وطنًا..
فصّفقَ العاُلم للمغامرهْ
صادرتُمُ الألوفَ من بيوتنا
وبعتمُ الألوفَ من أطفالنا
فصّفقَ العاُلم للسماسرهْ..
سرقتُمُ الزيتَ من الكنائسِ
سرقتمُ المسيحَ من بيتهِ في الناصرهْ
فصّفقَ العاُلم للمغامرهْ
وتنصبو َ ن مأتمًا..
إذا خطفنا طائرهْ
١٢
تذكروا.. تذكروا دائمًا
بأنَّ أمريكا – على شأﻧﻬا –
ليستْ هيَ اللهَ العزيزَ القديرْ
وأن أمريكا – على بأسها –
لن تمنعَ الطيورَ أن تطيرْ
قد تقت ُ ل الكبيرَ.. بارودةٌ
صغيرةٌ.. في يدِ طفلٍ صغيرْ
١٣
ما بيننا.. وبينكم.. لا ينتهي بعامْ
لا ينتهي بخمسةٍ.. أو عشرةٍ.. ولا بألفِ عامْ
طويلةٌ معاركُ التحريرِ كالصيامْ
ونحنُ باقو َ ن على صدوركمْ..
كالنقشِ في الرخامْ..
باقو َ ن في صوتِ المزاريبِ.. وفي أجنحةِ الحمامْ
باقو َ ن في ذاكرةِ الشمسِ، وفي دفاترِ الأيامْ
باقو َ ن في شيطنةِ الأولادِ.. في خربشةِ الأقلامْ
باقو َ ن في الخرائطِ الملوّنهْ
باقو َ ن في شعر امرئ القيس..
وفي شعر أبي ّتمامْ..
باقو َ ن في شفاهِ من نحبّهمْ
باقو َ ن في مخارجِ الكلامْ..
١٤
موعدُنا حينَ يجيءُ المغيبْ
موعدُنا القادمُ في تل أبيبْ
"نصرٌ من اللهِ وفتحٌ قريبْ"
١٥
ليسَ حزيرا ُ ن سوى يومٍ من الزما ْ ن
وأجم ُ ل الورودِ ما ينبتُ في حديقةِ الأحزا ْ ن..
١٦
للحزنِ أولادٌ سيكبرو ْ ن..
للوجعِ الطويلِ أولادٌ سيكبرو ْ ن
للأرضِ، للحاراتِ، للأبوابِ، أولادٌ سيكبرو ْ ن
وهؤلاءِ كّلهمْ..
تجمّعوا من ُ ذ ثلاثينَ سنهْ
في ُ غرفِ التحقيقِ، في مراكزِ البوليسِ، في السجو ْ ن
تجمّعوا كالدمعِ في العيو ْ ن
وهؤلاءِ كّلهم..
في أيِّ.. أيِّ لحظةٍ
من كلِّ أبوابِ فلسطينَ سيدخلو ْ ن..
١٧
..وجاءَ في كتابهِ تعالى:
بأنكم من مصرَ تخرجو ْ ن
وأنكمْ في تيهها، سوفَ تجوعو َ ن، وتعطشو ْ ن
وأنكم ستعبدو َ ن العج َ ل دو َ ن ربّكمْ
وأنكم بنعمةِ الله عليكم سوفَ تكفرو ْ ن
وفي المناشير التي يحمُلها رجاُلنا
زِدنا على ما قالهُ تعالى:
سطرينِ آخرينْ:
ومن ُ ذرى الجولانِ تخرجو ْ ن
وضّفةِ الأردنِّ تخرجو ْ ن
بقوّةِ السلاحِ تخرجو ْ ن..
١٨
سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّا ْ ل
سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّا ْ ل
ونحنُ باقو َ ن هنا، حدائقًا، وعطرَ برتقا ْ ل
باقو َ ن فيما رسمَ اللهُ على دفاترِ الجبا ْ ل
باقو َ ن في معاصرِ الزيتِ.. وفي الأنوا ْ ل
في المدِّ.. في الجزرِ.. وفي الشروقِ والزوا ْ ل
باقو َ ن في مراكبِ الصيدِ، وفي الأصدافِ، والرما ْ ل
باقو َ ن في قصائدِ الحبِّ، وفي قصائدِ النضا ْ ل
باقو َ ن في الشعرِ، وفي الأزجا ْ ل
باقو َ ن في عطرِ المناديلِ..
في (الدَّبكةِ) و (الموَّا ْ ل)..
في القصصِ الشعبيِّ، والأمثا ْ ل
باقو َ ن في الكوفيّةِ البيضاءِ، والعقا ْ ل
باقو َ ن في مروءةِ الخيلِ، وفي مروءةِ الخيَّا ْ ل
بالقو َ ن في (المهباجِ) والبُنِّ، وفي تحيةِ الرجالِ للرجا ْ ل
باقو َ ن في معاطفِ الجنودِ، في الجراحِ، في السُّعا ْ ل
باقو َ ن في سنابلِ القمحِ، وفي نسائمِ الشما ْ ل
باقو َ ن في الصليبْ..
باقو َ ن في الهلا ْ ل..
في ثورةِ الطلابِ، باقو َ ن، وفي معاولِ العمّا ْ ل
باقو َ ن في خواتمِ الخطبةِ، في أسِرَّةِ الأطفا ْ ل
باقو َ ن في الدموعْ..
باقو َ ن في الآما ْ ل
١٩
تسعو َ ن مليونًا من الأعرابِ خلفَ الأفقِ غاضبو ْ ن
با ويلكمْ من ثأرهمْ..
يومَ من القمقمِ يطلعو ْ ن..
٢٠
لأنَّ هارو َ ن الرشيدَ ماتَ من زما ْ ن
ولم يعدْ في القصرِ غلمانٌ، ولا خصيا ْ ن
لأنّنا مَن قتلناهُ، وأطعمناهُ للحيتا ْ ن
لأنَّ هارو َ ن الرشيدَ لم يعُدْ إنسا ْ ن
لأنَّهُ في تحتهِ الوثيرِ لا يعرفُ ما القدسَ.. وما بيسا ْ ن
فقد قطعنا رأسهُ، أمسُ، وعّلقناهُ في بيسا ْ ن
لأنَّ هارو َ ن الرشيدَ أرنبٌ جبا ْ ن
فقد جعلنا قصرهُ قيادَة الأركا ْ ن..
٢١
ظلَّ الفلسطينيُّ أعوامًا على الأبوابْ..
يشح ُ ذ خبزَ العدلِ من موائدِ الذئابْ
ويشتكي عذابهُ للخالقِ التوَّابْ
وعندما.. أخرجَ من إسطبلهِ حصانًا
وزيَّتَ البارودَة الملقاَة في السردابْ
أصبحَ في مقدورهِ أن يبدَأ الحسابْ..
٢٢
نحنُ الذينَ نرسمُ الخريطهْ
ونرسمُ السفوحَ والهضابْ..
نحنُ الذينَ نبدُأ المحاكمهْ
ونفرضُ الثوابَ والعقابْ..
٢٣
العربُ الذين كانوا عندكم مصدّري أحلامْ
تحوّلوا بعدَ حزيرا َ ن إلى حقلٍ من الألغامْ
وانتقلت (هانوي) من مكاﻧﻬا..
وانتقلتْ فيتنامْ..
٢٤
حدائقُ التاريخِ دومًا تزهرُ..
ففي ُ ذرى الأوراسِ قد ماجَ الشقيقُ الأحمرُ..
وفي صحاري ليبيا.. أورقَ غصنٌ أخضرُ..
والعربُ الذين قلتُم عنهمُ: تحجّروا
تغيّروا..
تغيّروا
٢٥
أنا الفلسطينيُّ بعد رحلةِ الضياعِ والسّرابْ
أطلعُ كالعشبِ من الخرابْ
أضيءُ كالبرقِ على وجوهكمْ
أهط ُ ل كالسحابْ
أطلعُ كلَّ ليلةٍ..
من فسحةِ الدارِ، ومن مقابضِ الأبوابْ
من ورقِ التوتِ، ومن شجيرةِ اللبلابْ
من بركةِ الدارِ، ومن ثرثرةِ المزرابْ
أطلعُ من صوتِ أبي..
من وجهِ أمي الطيبِ الج ّ ذابْ
أطلعُ من كلِّ العيونِ السودِ والأهدابْ
ومن شبابيكِ الحبيباتِ، ومن رسائلِ الأحبابْ
أفتحُ بابَ مترلي.
أدخلهُ. من غيرِ أن أنتظرَ الجوابْ
لأنني أنا.. السؤا ُ ل والجوابْ
٢٦
محاصرو َ ن أنتمُ بالحقدِ والكراهيهْ
فمن هنا جيشُ أبي عبيدةٍ
ومن هنا معاويهْ
سلامُكم ممزَّقٌ..
وبيتُكم مطوَّقٌ
كبيتِ أيِّ زانيهْ..
٢٧
نأتي بكوفيّاتنا البيضاءِ والسوداءْ
نرسمُ فوقَ جلدكمْ إشارَة الفداءْ
من رحمِ الأيامِ نأتي كانبثاقِ الماءْ
من خيمةِ الذُّل التي يعل ُ كها الهواءْ
من وجعِ الحسينِ نأتي.. من أسى فاطمَة الزهراءْ
من ُأحدٍ نأتي.. ومن بدرٍ.. ومن أحزانِ كربلاءْ
نأتي لكي نصحّحَ التاريخَ والأشياءْ
ونطمسَ الحروفَ..
في الشوارعِ العبريّةِ الأسماء[/center][/justify]
arabe- عضو جديد
- عدد المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 07/06/2008
مصريين :: الثقافه :: منتدى الادب والشعر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى